من هو رسول الله ؟

 

 إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ
الكهف 110

قال الصحابى الجليل صهيب رضي الله عنه: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد مع أصحابه إذ ضحك ، فقال : ألا تسألوني مم أضحك ؟ قالوا : يا رسول الله ومم تضحك ؟ قال :” عجبت لأمر المؤمن إن أمره كله خير ؛ إن أصابه ما يحب حمد الله ، وكان له خير ، وإن أصابه ما يكره فَصَبَر كان له خير ، وليس كل أحد أمره كله له خير إلا المؤمن”

هل نسينا حقاً من هو رسول الله ؟؟

– الإنسان الذي يحلب شاته .. ويخيط ثوبه .. ويصلح نعله .
– الإنسان الذى ضحى بعمره وكل متع الحياة  ليحرر الناس من عبادة غير الله ليضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم
– الإنسان الذي يرتجف حين يبصر دابة تحمل على ظهرها أكثر مما تطيق.
– الإنسان العادل الذى لم ير لأى من خاصته (أهله) فضلاً على غيرهم فقال فى حزم عن بضعته وحبيبته السيدة فاطمة
 لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها

– الإنسان المتواضع الذي قال في حنان لامرأة هابته ( خافت منه ) ..

هوني عليك فإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد – الخبز الجاف

الزوج الحنون الذى حمل حبيبة قلبه السيدة عائشة فكان خده على خدها لكى ترى الحبشة وهم يحتفلون ويرقصون فى المسجد النبوى ثم قال

 إني بعثت بحنيفية سمحة

وكان إذا أتي بطعام أمر به فوضع على الأرض وقال

 آكل كما يأكل العبد و أجلس كما يجلس العبد فإنما أنا عبد

الإنسان الذى خاف أن يرفعه الناس فوق قدره عندما قالوا له يا رسول الله يا خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا.. فرد عليهم وقال

قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان أنا محمد بن عبد الله ورسوله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل

الإنسان الذى جاء ليبنى ويكمل ما بناه دعاة الخير من قبله ولم يأتى ليهدم ويدمر المنهج

  إِن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل ابتنى بيوتاً، فأكملها وأحسنها وأجملها، إِلا موضع لبنة من زاوية من زواياها، فجعل الناس يطوفون ويعجبهم البنيان ويقولون: ألا وضعت ههنا لبنة فيتم بنيانك؟ ــــ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ــــ فكنت أنا اللبنة

الإنسان الذى خاف أن يكون سببا فى الشرك بالله فعندما جاء له رجل وقال ما شاء الله وشئت فأرتجف عليه الصلاة والسلام وقال

 اجعلتني لله ندا ما شاء الله وحده ! 

الإنسان الذى وصفه أبو سعيد الخدري رضي الله فقال

 كان رسول الله  أشد حياء من العذراء في خدرها فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه

الإنسان الذى يقوم بتنظيف حاجاته بنفسه، ويشارك أهله في أعمال بيته، ويجلب حاجاته من السوق بنفسه فعندما وصفته عائشة رضى الله عنها قالت

كان بشرًا من البشر، ينظف ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه 

-الإنسان الذى يخاف على أصحابه فكان إذا سار مع جماعة، سار خلفهم، حتى لا يتأخر عنه أحد، ولكي يكون الجميع تحت نظره ورعايته، فيحمل الضعيف على دابته، ويساعد صاحب الحاجة في قضاء حاجته .

-الإنسان العادل الذى ينتصر للمظلوم فقد ثبت أن رجلاً من المسلمين ورجلاً من اليهود سب كل واحد منهما الآخر،

فقال المسلم لليهودي: والذي اصطفى محمدًا على العالمين، فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين 

فذهب اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما حدث، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم المسلم، فسأله عن ذلك، فأخبره بالذي جرى، فطلب النبي صلى الله عليه وسلم من صحابته ألا يفضلوه على أحد من الأنبياء، وأخبرهم عن منـزلة موسى عليه السلام.

– الإنسان العابد الذي يقف في صلاته يتلو سورة طويلة من القرآن في انتشاء وغبطة لا يقايض عليها بملء الأرض ذهبا ً ثم يسمع بكاء طفل رضيع كانت أمه تصلي خلفه – صلى الله عليه وسلم – فينهي صلاته على عجل رحمة بالرضيع .

-الإنسان الذى كان يصلي من الليل حتى تفطرت قدماه ،فتقول له عائشة-رضي الله عنها

هون عليك،لقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وماتأخر

فيقول صلوات الله وسلامه عليه

 أفــلا أكـون عبداً شكــــورًا..

القائد الشجاع المتواضع الذى يوم أن دخل مكة ظافرًا منتصرًا كان يخفض رأسه؛ تواضعًا لله وإقرارًا بفضله حتى لتكاد لحيته تلمس عنق راحلته، أي عنق ناقته التي كان يركبها..كأنه يقول لا تظنوا أن أن النصر منى أنا إنما النصر من عند الله. وحين استتب الأمر قال لقومه الذين عادوه وآذوه ومثلوا بجثة عمه الشهيد حمزة في وحشية

يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم ؟ قالوا : خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم، فقال-صلى الله عليه وسلم- : “اذهبوا فأنتم الطلقاء

-الإنسان الذي يقف خطيبا ً فيقول

من كنت جلدت له ظهرا ً فهذا ظهري فليقتد (فليأخد حقه) منه ومن كنت قد شتمت له عِرضاً فهذا عرضى فليقتد منه

وكان من أدبه وحيائه عليه الصلاة والسلام أنه إذا رأى شيئا لم يعجبه لم يحرج الذى فعل هذا الشئ فيقول عليه الصلاة والسلام عندما يصعد المنبر وهو يركز على الفعل وليس على الأشخاص

مابال أقوام يفعلون كذا وكذ

فالرسول الذي جاء ليرفع راية العبادة أعلن أن الرحمة بالنفس أزكى من الإفراط في العبادة ..
خرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عام الفتح في رمضان وصام الناس ولما رأى بعض الناس قد شق عليهم الصيام بسبب وعثاء السفر دعا بقدح من الماء ورفعه حتى يراه الناس ثم شرب ولما قيل له إن بعض الناس لا يزال صائما ً قال .. أولئك العصاة !!

دافع الرسول – صلى الله عليه وسلم – عن حقوق النفس البشرية من عدوان المبالغة في العبادة حين نهى نفر من أصحابه قال أحدهم

إنه يصلي الليل ولا ينام والثاني يصوم ولا يفطر والثالث يعتزل النساء ولا يتزوج

فقال عليه الصلاة والسلام مبرهنا المنهج الوسطى الحنيف

أنتم القوم الذين قالوا كذا وكذا ؟ أما والله إنى لأخشاكم لله وأتقاكم له ولكنى أصوم وأفطر وأصلى وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتى فليس منى

رحمة النفس تتم عند الرسول – صلى الله عليه وسلم – برحمة الوالدين وبرهما لأنهما مصدر هذه النفس ووعاؤها .فالمنهج واضح .. إذا كانت العبادة التي تجيء على حساب رحمة النفس تتحول إلى تعذيب فإنها – أي العبادة – تتحول إلى عقوق إذا جاءت على حساب بر الوالدين .

يدور قلب الرسول – صلى الله عليه وسلم –في المواطن التي تعظم فيها الحاجة إلى الرحمة
نجد الرسول – صلى الله عليه وسلم – يركز إلحاحه عليها فهو مثلا ً إذا حث على الرحمة بالطفل يركز على اليتيم ، وإذا حث على الرحمة بالحيوان يركز أكبر على الحيوان وهو يذبح ، وإذا حث على الرحمة بالفقير فهو يركز على الفقير المدين بصورة أوفى ..يقول – صلى الله عليه وسلم –

 من أراد أن تستجاب دعوته وأن تكشف كربته فليفرج عن معسر 

والرسول – صلى الله عليه وسلم – يعتبر أن الرحمة بالآخرين يراها الله تعالى قربات توجه إليه ذاته .. فإذا زرت مريضا ً إنما تزور الله .. !!

وموقف رسول الله – صلى الله عليه وسلم –  من العصاة على الرغم من أنه رسول مسئول عن رسالته- هو موقف الرؤوف الرحيم ويقول:

مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها وهو يذبهن عنها وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي

علمنا الرسول عليه الصلاة والسلام كره المعصية ولم يعلمنا مكرهة العاصى فقد جئ له عليه الصلاة والسلام –  ذات يوم برجل قد شرب خمراً..فلما أبعده أصحابه قالوا: لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به شاربا..فصاح الرسول – صلى الله عليه وسلم فيهم:

 لا تلعنوه, فإنه يحب الله ورسوله !! 

وإنه  لينأى عن الذين لاهَم لهم إلا التباؤس بأخطاء الناس واليأس من صلاحهم..يقول الله – صلى الله عليه وسلم –

 إذا سمعتم الرجل يقول هلك الناس, فهو أهلكهم

 ويطارد النميمة والغيبة

-قال الحبيب  عليه الصلاة والسلام

” أتدرون من المفلس ؟” قالوا:المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع , قال صلى الله عليه وسلم : “إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة , ويأتي وقد شتم هذا ,وقذف هذا , وأكل مال هذا , وسفك دم هذا , وضرب هذا , فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته من قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار”

-وقال أيضا عليه الصلاة والسلام

“أتدرون ما الغيبة ؟” قالوا : الله و رسوله اعلم. قال :” ذكرك اخيك بما يكره, قيل : أفرأيت ان كان فى أخى ما أقول ؟ قال : ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته و ان لم يكن فيه فقد بهته (أى ظلمته) “

ويطارد الغضب

-“ليس الشديد باصرعة وإنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب”

-“من أشار إلى أخيه يحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهى وإن كان لأخاه لأبيه وأمه”

-عـن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي : أوصني.

قال: ” لا تغضب ” فردد مراراً ، قال: ” لا تغضب “.

عن بن عباس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

 “علموا ويسروا علموا ويسروا ثلاث مرات وإذا غضبت فاسكت مرتين”

وينهى عن التشدد

-“إيَّاكم والغلوّ في الدّين فإنَّما.. أهلك من كان قبلكم الغلوّ في الدّين”

-وعن بنت واثلة سمعت أباها يقول : قلت يا رسول الله ما العصبية قال

 أن تعين قومك على الظلم

-“هلك المتنطعون !!..قالها ثلاًثا  “

-” لا تُشّددوا على أنفسكم فيشدِّد الله عليكم، فإنَّ قومًا شدَّدوا على أنفسهم فشدَّد الله عليهم، فتلك بقاياهم في الصَّوامع والدّيارات رهبانيَّة. ابتدعوها ما كتبناها عليهم”

ويدعوا للوسطية

-وعن وابصه بن معبد رضي الله عنه، قال: أتيت رسول الله صلي الله عليه وسلم، فقال: ” جئت تسأل عن البر؟ ” قلت: نعم؛ فقال

 استفت قلبك؛ البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك

وقال أيضا: “البر حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عـليه الناس”

-“إذا قمت إلى الصلاة فاسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها”

عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

“إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب”

وينهى عن الجبن

ها هو ذا أنس بن مالك رضي الله عنه يصف شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم بقوله

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ، وَأَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ. قال: وَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَيْلَةً؛ سَمِعُوا صَوْتًا. قال: فَتَلَقَّاهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى فَرَسٍ لأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ – أي لا سرج عليه -، وَهُوَ مُتَقَلِّدٌ سَيْفَهُ، فَقَالَ: “لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا” أي لا تخافوا ولا تفزعوا -. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وَجَدْتُهُ بَحْرًا – أي سريع الجري”. يعني الفرس.

كان الصحابة رضوان الله عليهم إذا اشتد وطيس المعركة يحتمون بالرسول صلى الله عليه وسلم وكان الشجاع منهم هو الذي يقترب منه في الحرب لشدة قربه من العدو. فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: “كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ، وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ، اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْهُ”

وفي يوم حنين حيث انهزم أصحابه وفر رجاله لصعوبة مواجهة العدو من جراء الكمائن التي نصبها وأوقعهم فيها وهم لا يدرون، فبقى وحده – صلى الله عليه وسلم- في الميدان يجول ويصول وهو على بغلته وعينه فى عين العدو ويقول بعلو صوته:

أنا النبي لا كذب..أنا ابن عبد المطلب

-وكأنه يقول أنا من تريدون قتله أنا هنا أمامكم

ويدعو للصبر

السيدة عائشة -رضي الله عنها- تحكي أنه كان يمر الشهران الكاملان دون أن يوقَد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار، وكانوا يعيشون على التمر والماء.

-جئ رجل إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم –   يسأله فى جرأة طامعاً فى ن يجد رخصةً للزنى معللا بأنه لا يستطيع أن يغالب شهوته, رغبة غريبة حقاً لاسيما حين يتقدم بها صاحبه إلى رسول, الرسول – صلى الله عليه وسلم –   ربت على كتف الرجل وقال له والضياء يكسو وجهه

 “أتحب الزنى لأمك قال : لا، فقال : أتحبه لأختك قال : لا. قال : أتحبه لبنتك قال: لا. قال : أتحبه لزوجك ؟ قال : لا فقال ‏‏ : هكذا الناس يا أخا العرب لا يحبونه لأمهاتهم ولا لأخواتهم ولا لبناتهم ولا لزوجاتهم”

فقال الرجل وقد اقتنع أدعُ لى يا رسول الله بالعفة فدعا له الرسول الله – صلى الله عليه وسلم. وسلم –  قال الرجل والله ما انصرفت عنه ولاشئ أبغض إلى نفسى من الزنى

ذات يوم مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على قبر، فرأى امرأة جالسة إلى جواره وهي تبكي على ولدها الذي مات، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (اتقي الله واصبري). فقالت المرأة: إليك عني، فإنك لم تُصَبْ بمصيبتي. فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تكن المرأة تعرفه، فقال لها الناس: إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسرعت المرأة إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم تعتذر إليه، وتقول: لَمْ أعرفك. فتبسم وقال لها النبي صلى الله عليه وسلم:

 إنما الصبر عند الصدمة الأولى..

 أي يجب على الإنسان أن يصبر في بداية المصيبة.

ويوصى بحقوق الجار

-وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن حق الجار:

 إذا استعان بك أعنتَه، وإذا استقرضك أقرضتَه، وإذا افتقر عُدْتَ عليه (ساعدته)، وإذا مرض عُدْتَه (زُرْتَه)، وإذا أصابه خير هنأتَه، وإذا أصابته مصيبة عزَّيته، وإذا مات اتبعتَ جنازته، ولا تستطلْ عليه بالبناء، فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، ولا تؤذِه بقتار قِدْرِك (رائحة الطعام) إلا أن تغرف له منها، وإن اشتريت فاكهة فأهدِ له منها، فإن لم تفعل، فأدخلها سرًّا، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده

والمسلم يقابل إساءة جاره بالإحسان، فقد جاء رجل إلى ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال له: إن لي جارًا يؤذيني، ويشتمني، ويُضَيِّقُ علي. فقال له ابن مسعود: اذهب فإن هو عصى الله فيك، فأطع الله فيه.

وينهى عن الغش

 وقد مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على رجل يبيع طعامًا فأدخل يده في كومة الطعام، فوجده مبلولا، فقال له: “ما هذا يا صاحب الطعام؟”. فقال الرجل: أصابته السماء (المطر) يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

 أفلا جعلتَه فوق الطعام حتى يراه الناس؟ من غَشّناَ فليس مني

وقال أيضا وهو ينصح التجار ويعلمهم الأخلاق الحنيفة

 من باع عيبا لم يبينه لم يزل في مقت الله ولم تزل الملائكة تلعنه

 وينهى عن اللإسراف

قال الرسول صلى الله عليه وسلم

لو كان لابن ادم واديان من مال لابتغى ثالثا, ولا يملأ جوف ابن ادم إلا التراب, و يتوب الله على من تاب

فقد مر رسول صلى الله عليه وسلم بسعد بن أبي وقاص وهو يتوضأ فقال له :

” لا تسرف ” ، فقال : أو في الماء إسراف ؟ قال : ” نعم وإن كنت على نهر جار “

وأنظر إلى كلام الحبيب عن عدم الإسراف حتى عند الموت

إذا أنا مت فغسلوني بسبع قرب من بئر غرس !

ويدعو إلى الأمانة

-“إذا حدَّث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة”

-وعندما اشتد أذى الكفار له- صلى الله عليه وسلم- أذن الله له بالهجرة إلى “المدينة”، وكان عند النبي- صلى الله عليه وسلم- أمانات كثيرة لهؤلاء الكفار وغيرهم، لكن الأمين- صلى الله عليه وسلم- لم يهاجر إلا بعد أن كلف ابن عمه علي ابن أبي طالب أن يمكث في مكة ليرد تلك الأمانات إلى أهلها، في حين كان أصحاب تلك الأمانات يدبرون مؤامرة لقتل النبي- صلى الله عليه وسلم !

-“إذا كان ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الواحد. وفي رواية: لأن ذلك يحزنه”

ويدعو إلى الرفق والرحمة

-فكان يمازح أهله ويلاطفهم ويداعبهم ، وكان من شأنه صلى الله عليه وسلم أن يرقّق اسم عائشة ـ رضي الله عنها ـ كأن يقول لها:” يا عائش “، ويقول لها: “يا حميراء” ويُكرمها بأن يناديها باسم أبيها بأن يقول لها: “يا ابنة الصديق” وما ذلك إلا تودداً وتقرباً وتلطفاً إليها واحتراماً وتقديراً لأهلها.

وكان صلى الله عليه وسلم يحمل ابنة ابنته وهو يصلي بالناس إذا قام حملها وإذا سجد وضعها وجاء الحسن والحسين وهما ابنا بنته وهو يخطب الناس فجعلا يمشيان ويعثران فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما حتى ووضعهما بين يديه وابتسم ثم قال صدق الله ورسوله (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (لأنفال:28)

 نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما 

قدم رجل يبايع الرسول – صلى الله عليه وسلم – على الهجرة معه وعلى الجهاد في سبيل الله تحت رايته فقال له :

“هل من والديك أحد حي ؟ “قال الرجل نعم كلاهما حي قال الرسول – صلى الله عليه وسلم –” فارجع إلى والديك وأحسن صحبتهما “.

-عن أنس رضي الله عنه قال

” خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا”

-فعن أنس قال : ما سئل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على الإسلام شيئًا إلا أعطاه . قال فجاءه رجل فأعطاه غنمًا بين جبلين فرجع إلي قومه فقال : “يا قوم أسلموا فإن محمدًا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر”

-فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي ، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَه مَه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “(لا تزرموه، دعوه) ، فتركوه حتى بال ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه برفق وقال له: “إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ، ولا القذر، إنما هي لذكر الله، والصلاة، وقراءة القرآن”

ثم عالج المشكلة بكل هدوء فأمر رجلاً من القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه.

-ذات يوم كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يسير مع خادمه “أنس بن مالك”، وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- يلبس بردا نجرانيا يعني رداء كان يلتحف به ، ونجران بلد بين الحجاز واليمن ، وكان طرف هذا البرد غليظا جدًا ، فأقبل ناحية النبي- صلى الله عليه وسلم- أعرابي من البدو فجذبه من ردائه جذبًا شديدًا، فتأثر عاتق النبي- صلى الله عليه وسلم- ، (المكان الذي يقع ما بين المنكب والعنق) من شدة الجذبة، ثم قال له في غلظة وسوء أدب : يا محمد أعطني من مال الله الذي عندك، فتبسم له النبي الكريم- صلى الله عليه وسلم- في حلم وعفو ورحمة، ثم أمر له ببعض المال

أقبلت حمامة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشتكي إليه .. فنظر صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه قائلا : من فجع هذه بصغارها!!.. وأمر بإعادة صغارها إليها .. ومسح صلى الله عليه وسلم على عنق جمل هائج فدنا الجمل منه صلى الله عليه وسلم حتى وضع عنقه على كتف النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام

 يا صاحب الجمل , إن جملك هذا يشكو أنك تعلفه قليلا , وترهقه بأعمال كثيرة

عن عائشة رضي الله عنها قالت: لم يكن رسول الله صلي الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً ولا سخاباً فى الأسواق ولا يجزى بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح.

ومن رحمته عليه الصلاة والسلام أيضا أن الحسن أو الحسين بال على بطن النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم

 لا تزرموا ابني أو لا تستعجلوه فتركه حتى قضى بوله فدعا بماء فصبه عليه


الرحيل

ذهب رسول الله عليه الصلاة السلام وأظلمت المدينة وقال أبوبكر رضى الله عنه:

 أيها الناس ، إنه من كان يعبد محمدا . فإن محمدا قد مات . ومن كان يعبد الله تعالى ، فإن الله حي لا يموت . ثم تلا هذه الآية

وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ

آل‌عمران: 144

قال عمر فوالله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها . فعثرت حتى وقعت إلى الأرض . ما تحملني رجلاي فاحتملني رجلان وعرفت أن رسول الله قد مات .

وهناك من لم يطق أن يعيش فى المدينة بعد وفاة الحبيب عليه الصلاة والسلام مثل بلال رضى الله عنه الذى هاجر إلى الشام.

وقبل أن يتوفى الرسول عليه الصلاة والسلام ببعض الأيام كان يبكى فقالوا ما يبكيك يا رسول الله قال

” اشتقت لأخواني”، قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله قال:” لا انتم أصحابي أما أخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولا يروني”

رحل الحبيب وبقيت رسالته نورا وهدى للعالم

هذه المقالة المتواضعة ما هى إلا تذكرة لنفسى..

المراجع

من كتاب “إنسانيات محمد” للكاتب محمد خالد وكتاب “محمد نبى الرحمة الرسالة والإنسان” للكاتب محمد مسعد ياقوت

لتحميل كتاب  محمد نبي الرحمة الرسالة والإنسان

http://www.saaid.net/book/9/2643.doc


2 thoughts on “من هو رسول الله ؟

  1. جزاك الله خيرا وأحسن اليك ورزقك الإخلاص فى القول والعمل والسر والعلن.
    كم أتمنى على الله وأدعوه أن يجعلنى الله وإياك من الخير والصلاح فى زيادة فلا ننقص أبدا.
    لاتنسنى من صالح دعائك أخى الكريم.

    ويسعدنى التواصل معك.
    محمد مروان.
    mmarwan@gmail.com

Leave a comment